Mot de la Directrice Générale d'Algérie Poste à l'occasion de la journée de la Poste

يسعدنا اليوم لقائكم ونحن نحتفي وإياكم باليوم العالمي للبريد المصادف للتاسع من اكتوبر من كل سنة والذي  يؤرخ للذكرى المئة و السادسة و الأربعين لتأسيس الاتحاد البريدي العالمي، وهي ذكرى تحمل رمزية كبيرة تعكس الجهود الكبيرة التي يبذلها البريد لتحسين الحياة اليومية للمواطن عبر كل أقطار المعمورة، هي أيضا مناسبة لاستذكار إسهامات البريد في تطوير الحياة الاجتماعية و الاقتصادية للعالم.

حقيقة، إن الدور الذي يضطلع به قطاع البريد يظهر جليا في كل مجالات الحياة، وقد أبرزت ظروف جائحة الكوفيد 19، حيوية وضرورية الخدمات البريدية  في يوميات المجتمعات ،حيث  أثنى المدير العام للاتحاد العالمي للبريد، في كلمته بالمناسبة، على الجهود التي بذلها عمال البريد خلال هذه  الفترة العصيبة  و حظاهم بتكريم خاص نظير تفانيهم في آداء مهامهم،  و نحن بدورنا، و من هذا المقام ،نضم صوتنا لصوته ونهنئ كل عاملات و عمال البريد بمناسبة هذا اليوم العالمي و نشيد بروح المسؤولية الذي تحلوا بها في تأدية مهامهم سيما في ظروف أقل ما يقال عليها انها صعبة و استثنائية. 

حيث تعتز مؤسسة بريد الجزائر بالموقف التاريخي المتميز لجميع عاملاتها وعمالها الذين تجندوا لضمان استمرارية الخدمة الحيوية في ظل انتشار جائحة كورونا في بلادنا معبرين بذلك عن روح مسؤوليتهم المهنية العالية وعن تفانيهم الكبير.

هذا وأكدت مرة أخرى مؤسسة بريد الجزائر خلال هذه الفترة الحساسة، على انها مؤسسة مواطنة بامتياز بفضل وعي عاملاتها وعمالها الذين آثروا خدمة المواطنين الزبائن في جميع الظروف راسمين بذلك أسمى صور التضامن الوطني، من خلال ضمان استمرارية المرفق البريدي العمومي بالرغم من كل الصعوبات التي جابهوها.

السيدات و السادة الحضور،

إن مؤسسة بريد الجزائر ومنذ نشأتها تخطو خطوات ثابتة نحو التقدم من خلال عصرنة خدماته اوتكييفها وتطلعات المواطن دون أي تهميش او استثناء لأي فئة من المجتمع،  حيث عمدت على توسيع شبكتها البريدية عبر كامل الوطن وربط كل مكاتبها التي تجاوز عددها 4000 مكتب بشبكة معلوماتية تتيح للمواطن الاستفادة من خدمات آنية، مؤمنه وسهلة الولوج إليها.

و ما يستدعي الوقوف عنده، الارتفاع الملحوظ في مختلف مؤشرات الخدمات الإلكترونية خلال السنة الجارية والمتزامنة مع تفشي وباء كورونا ، COVID-19حيث بلغ إجمالي عدد عمليات الدفع الالكتروني المنجزة من خلال المنصة النقدية لبريد الجزائر منذ بداية تطبيق الحجر الصحي (منذ شهر مارس) 317 ألف عملية شهريا، في حين كان هذا المعدل يقدر بـ 51 ألف عملية شهريا خلال سنة 2019، أي بزيادة تفوق الستة مرات.

فيما وصل إجمالي المبالغ المالية المترتبة عن العمليات المنفذة خلال الأشهر الثمانية الأولى من سنة 2020 ما يفوق 2.9 مليار دينار جزائري، في حين بلغت الحصيلة منذ بداية الدفع الالكتروني من سنة 2016 إلى 2019، 1.1 مليار دينار جزائري.

  وفي نفس المصب، ولبعث التجارة الإلكترونية التي تعد إحدى أولويات السلطات العليا، وضعت مؤسسة بريد الجزائر مخططا ناجعا يسمح لكل المتعاملين الاقتصاديين بسلاسة مطلقة باقتناء نهائيات الدفع الإلكتروني مجانا من مصالح البريد حيث يسمح هذا الإجراء للمواطن الحائز على بطاقة الذهبية إمكانية تخليص مشترياته دون اعتماد السيولة النقدية.

كما يوفر بريد الجزائر خدمة مبتكرة تعتمد على الهاتف النقال الذي يحظى بتوظيف واسع من كل فئات المجتمع، تتيح هذه الخدمة إمكانية تخليص الزبون لمستحقات مشترياته بمسح رمز الاستجابة السريعة عبر تطبيق بريدي موب.

ناهيك عن الجهود المبذولة من قبل بريد الجزائر لإطلاق خدمة التشغيل البيني للخدمات النقدية مع المنظومة البنكية في بداية هذا العام، وذلك في إطار تدعيم مساع تعزيز الاندماج المالي وتمكين زبائن بريد الجزائر والبنوك التجارية المعتمدة من الاستفادة من أفضل الخدمات وفق منظومة نقدية وطنية شاملة ومندمجة.

نشاط توزيع البريد هو الآخر حظي ببالغ الاهتمام من مؤسسة بريد الجزائر حيث رصدت له موارد مالية معتبرة لتجديد الحضيرة المتنقلة باقتناء عدد من الدراجات الهوائية والسيارات المجهزة وكذا اقتناء ارضية لتتبع البريد. هذه الإسهامات لم تذهب سدى، حيث توجت مؤسسة بريد الجزائر وفرعها البريد السريع بتشريفات عدة من الاتحاد العالمي للبريد نتيجة تقدمها في الترتيب العالمي من حيث نوعية الخدمات والتكفل بالزبائن (البريد السريع احتل المرتبة الاولى عربيا وإفريقيا والمرتبة 16 عالميا).  

وفي الأخير، يجب التأكيد ان هذه الحوصلة المسجلة هي ثمرة عمل متواصل وإرادة قوية للارتقاء بالخدمة العمومية نريدها ان تكون ثابتة لذلك نجدد رسالتنا ونهيب بتظافر جهود كل العوامل الفاعلة من عاملات، عمال وإطارات لاستكمال مسيرة التطور والعصرنة وتأمين خدماتنا البريدية على اوسع نطاق دون استثناء أي شريحة من المجتمع.

 

اشكر لكم كرم الاصغاء والمتابعة و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.