كلمة السيدة حنوفي باية، المديرة العامة لمؤسسة بريد الجزائر بمناسبة اليوم الافريقي للبريد

بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

يسعدنا اليوم، ونحن نحتفي بمرور واحد و أربعين سنة عن تأسيس الاتحاد البريدي الإفريقي الذي يقوم بدور كبير في تشجيع الإصلاحات في القطاع البريدي الإفريقي في جميع البلدان الأعضاء وذلك بتفعيل التعاون فيما بينها وتوحيد الجهود في منظمة واحدة وشبكة موحدة، تعد جزءا لا يتجزأ عن الشبكة البريدية العالمية ، تضطلع بتقديم خدمات عصرية ترتقي إلى تطلعات الزبائن.

على غرار الدول الأعضاء في هذه المنظمة، نتشرف بإحياء هذه الذكرى التي تحمل رمزية خاصة موسومة بمعاني الاتحاد و التكاثف  في سبيل  غاية موحدة وهي الارتقاء بالخدمة البريدية في إفريقيا و تحقيق المساواة في فرص الاستفادة من الخدمات البريدية دون أدنى تهميش أو إقصاء، و لا يفوتنا بهذه المناسبة، الإشارة إلى الإسهامات الكبيرة للجزائر في دعم التعاون و التضامن على المستوى الإفريقي ، إيمانا منها بضرورة الوحدة بين الشعوب وحسن الجوار بين الدول و تحقيق التنمية العادلة وهي تسعى دائما إلى تحريك مساعي بلدان القارة من خلال الالتزام بقرارات الاتحاد الإفريقي.

وبالحديث عن التعاون الإفريقي في مجال البريد، فإن مؤسسة بريد الجزائر التي أقرت عضويتها في الاتحاد الإفريقي للبريد وكانت من مؤسسيه سنة 1980، أولت كبير الاهتمام لتطبيق التوصيات المنبثقة عن هذه المنظمة الهادفة إلى الارتقاء بالخدمات البريدية والمالية والرقمية على المستوى الإفريقي من خلال تعزيز دور المؤسسات البريدية الإفريقية.

وقد قطعت مؤسسة بريد الجزائر أشواطا كبيرة في مسار التطور والعصرنة الذي باشرته منذ نشأتها بغية تحقيق خدمات بريدية وخدمات مالية وخدمات شمولية لفائدة كافة شرائح المجتمع، تغطي حاجة ما يفوق عن 40 مليون نسمة حيث تمتلك اكبر شبكة بريدية إفريقية تضم ما يفوق 4000 مكتب بريدي موصولة كليا بشبكة الانترنت.

اليوم تحضرنا مناسبة مميزة نستذكر من خلالها الدور الاساسي للبريد هذا العام بالتحديد في ظل الازمة الصحية التي طالت العالم وكان لها تبعيات على الاقتصاد العالمي بما فيه المؤسسات المالية. وقد وقع الاختيار على هذا العنوان بهدف تشجيع الدول الاعضاء على التكيف مع الازمات بفعالية وحشد الموارد البشرية والمادية لمواجهة مثل هذه الظروف الاستثنائية، القاهرة وغير المستبعدة. 

وبالحديث عن الازمة الصحية الناجمة عن الكوفيد 19، لا يمكننا ألا نثمن الجهود الحثيثة التي بذلها البريد الجزائري لضمان استمرارية الخدمة، حيث اتخذت مؤسسة بريد الجزائر تحت وصاية الوزارة جملة من التدابير لتمكين المواطن من الاستفادة من الخدمات البريدية مع احترام الإجراءات الوقائية كما اطلقت جملة من الخدمات الرقمية المتاحة عبر القنوات المختلفة والتي من شانها تفادي التوافد الكبير للزبائن على الإدارات المختلفة. 

ناهيك عن التسهيلات التي بادرت بها المؤسسة لفائدة الاشخاص الاكثر عرضة للإصابات وكذا شرائح اخرى من المجتمع على غرار التلاميذ والطلاب المسجلين الجدد في الجامعة ...الخ وهي كلها تدابير تصب في غاية واحدة وهي تحسين يوميات المواطن بتقديم خدمة نوعية. 

كما انه، ومواكبة للتطورات التكنولوجية التي مست القطاع البريدي عبر العالم، بريد الجزائر هي الاخرى انتهجت مسار الرقمنة واعتمدت لعصرنة خدماتها، التوظيف المكثف للتكنولوجيات الحديثة، حيث استحدثت عدة خدمات رقمية تضفى عليها ميزة السرعة، الامن والسهولة، و ذلك بفضل المنصة النقدية للمؤسسة ، و بذلك تكون مؤسسة بريد الجزائر قد قطعت اشواطا كبيرة نحو التقدم و ما عليها الآن الا تكثيف الحملات الإعلامية و التحسيسية و تسويق خدماتها الرقمية المبتكرة في كل  ربوع بلادنا و ذلك بهدف تعميم الدفع الالكتروني بالخصوص، ما من شأنه اعطاء دفعة قوية للاقتصاد الوطني .

للوصول لهذا الهدف في أقرب الآجال، قررت مؤسسة بريد الجزائر اشراك المؤسسات الناشئة لتفعيل دورها في الصيرورة الرقمية من خلال تسويق اجهزة الدفع الإلكتروني ورمز الاستجابة السريع، التكفل بصيانتها وتنصيبها. وهي الشراكة التي تصب في مسعى مرافقة المؤسسات الناشئة وتشجيعها على التمرس في مجال نشاطها والإسهام في بناء الاقتصاد الوطني من جهة وتعطي دفعا لبعث وتعميم الدفع الإلكتروني في الجزائر.

و في الختام، أتوجه بتحياتي في هذه المناسبة لكل عاملات و عمال المؤسسة و أشيد بجهودهم و تفانيهم التي لولاها لما تمكنت مؤسسة بريد الجزائر من تحقيق كل هذه الإنجازات.