كلمة السيد المدير العام لبريد الجزائر بمناسبة افتتاح أشغال لجان تحضير الدورة 37 لمجلس إدارة الإتحاد البريدي الإفريقي بالمركز الدولي للمؤتمرات،عبد اللطيف رحال يوم07 أفريل 2018

بسم الله الرحمان الرحيم

السيد نائب الأمين العام للإتحاد البريدي الإفريقي

السيد ممثل رئيس مجلس سلطة الضبط للبريد و المواصلات

السيدات السادة المدراء العامون

السيدات و السادة رؤساء الوفود المشاركة        

السيدات السادة المنتدبون و المشاركون

الحضور الكريم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته:

إنه لمن دواعي الشرف والاعتزاز ، أن نرحب بكم في بلدكم الجزائر التي كانت، وما زالت، حريصة على لـمّ الشمل وتعزيز دعائم وحدة العمل الإفريقي المشترك، غايتنا هذه التي ننشدها جميعا باعتبارها السبيل الوحيد لضمان وجودنا وصمودنا أمام التحديات الراهنة التي لا تخفى على سيادتكم.

سيداتي سادتي،

ويعتبر حضوركم في أشغال هذه الدورة العادية، السابعة والثلاثين(37) لمجلس إدارة البريد الإفريقي  ، تعبيرا بليغا عن حرصكم على ترقية العمل البريدي على المستوى الإفريقي ،تحت لواء الإتحاد البريدي الإفريقي،المنظمة التي أخذت على عاتقها منذ نشأتها مهمة تطوير الخدمات البريدية في إفريقيا و تولي عناية خاصة لتشجيع الإصلاحات  ذات الصلة بتطوير الشبكة البريدية في جميع البلدان الأعضاء و عملت بشكل دؤوب على تفعيل التعاون فيما بينها.

سيداتي ،سادتي  

إن القارة الإفريقية ، لها من المقومات ما يمكنها من تحقيق النهضة الشاملة، و جوهر هذه المقومات يكمن في الطاقة البشرية التي تزخر بها، عبر العمل على دعم الثقة وتفعيل  الشراكات القارية الإفريقية في مختلف المجالات  الاقتصادية و السياسية و الأمنية و الخدماتية  و استحضار العزيمة و الجدية  في المخططات التنموية للقارة الإفريقية و تجاوز كافة الخلافات وتسخير الطاقات الشبابية الكامنة من شأنه تحقيق التنمية المستدامة و دفع عجلة التقدم ومن تم فتح أفق لمستقبل واعد لبلداننا الإفريقية .

إن الجزائر،و بحكم انتمائها الإفريقي الخالص و موقعها الجغرافي الهام، باعتبارها جسر عبور بين إفريقيا و أوروبا تضع مسألة دعم التعاون و التضامن على المستوى الإفريقي إحدى أهم أولوياتها ، إيمانا منها بضرورة الوحدة بين الشعوب وحسن الجوار بين الدول و تحقيق التنمية العادلة وهي تسعى دائما إلى تحريك مساعي بلدان القارة من خلال الالتزام بقرارات منظمة الوحدة الإفريقية والاتحاد الإفريقي.

تتجسد إستراتيجية التعاون الإفريقي التي تبنتها الجزائر، من خلال الاتفاقيات الثنائية أو الإقليمية في تعزيز السلم والأمن في القارة ، تحسين أداء العلاقات الاقتصادية وتسهيل المبادلات التجارية بين البلدان ، بما يسمح بتحسين أداء الجهاز الإنتاجي ،و من جانب آخر و بالنظر للمؤهلات  المادية والمالية والبشرية التي تمتلكها القارة الإفريقية اقتصاديا ،يساهم هذا التعاون في فتح أسواق بلداننا  أمام مخرجات اقتصادياتنا ، و هو ما يمكننا من الاستفادة من انخفاض القيود التسويقية والتنافسية على مستوى هذه الأسواق بمزايا تفضيلية أكبر من تلك التي توفرها أسواق الدول الأخرى.

و بالحديث عن التعاون الإفريقي في مجال البريد ،فإن مؤسسة بريد الجزائر التي أقرت عضويتها في الإتحاد الإفريقي للبريد و كانت من مؤسسيه سنة 1980 ، أولت كبير الاهتمام لتطبيق التوصيات المنبثقة عن هذه المنظمة الهادفة إلى الارتقاء بالخدمات البريدية والمالية والرقمية على المستوى الإفريقي من خلال تعزيز دور المؤسسات البريدية الإفريقية  .

و قد قطعت مؤسسة بريد الجزائر أشواطا كبيرة في مسار التطور و العصرنة التي باشرته منذ نشأتها بغية تحقيق خدمات بريدية و خدمات مالية و خدمات شمولية لفائدة كافة شرائح المجتمع ،تغطي حاجة ما يفوق عن 40 مليون نسمة،حيث تمتلك شبكة بريدية واسعة تضم أكثر من 3800 مكتب بريدي موصولة كليا بشبكة المواصلات السلكية واللاسلكية ،منتشرة عبر كافة التراب الوطني و موزعة على المناطق الحضرية و  المناطق الريفية على حد سواء.

 و عليه تعد مؤسسة "بريد الجزائر" الهيأة الأنسب التي تسمح باستفادة كافة المواطنين دون إقصاء من تشكيلة واسعة من الخدمات بفضل الجهود التي بذلتها لتطوير الخدمات الجوارية فضلا عن الخدمات المالية والنقدية بما يعادل 23 مليون حساب بريدي جاري،و ما يقارب 5 ملايين بطاقة نقدية إلكترونية  و وضع 1276 موزع آلي للأوراق المالية في انتظار وضع 1000 موزع آخر خلال السنة الجارية و العمل على تحسين الخدمات و توفيرها عن بعد، في إطار مشاريع طموحة لرقمنه النشاطات البريدية و توفير الخدمات الإلكترونية المتعددة .

 مع ذلك، فإن المسيرة لا تزال متواصلة في إطار تعزيز،تطوير و عصرنة الخدمات و كذا العمل على تفعيل سبل الشراكة والتعاون في إطار المنظمة القارية التي نعتز بكوننا ننتسب لها  و ذلك من أجل الاستجابة لتطلعات زبائننا في بلداننا الإفريقية الذين يرغبون، وبشكل متزايد في خدمات سريعة،موثوقة،سلسة وغير مكلفة .

و في الأخير ،اسمحوا لي سيداتي سادتي، أن أعبر لكم مرة أخرى، عن سعادتنا باستضافتكم في الجزائر لحضور أشغال الدورة العادية السابعة و الثلاثون لمجلس الإدارة و ذلك من أجل توحيد الرؤى و المواقف فيما يخص الإستراتيجيات و السياسات  المتبناة من طرف دول الأعضاء المشاركة و التي سيتم طرحها و مناقشتها من قبل الإتحاد البريدي العالمي مستقبلا.

و بهذا الصدد،أعلن عن الافتتاح أشغال لجان تحضير الدورة السابعة والثلاثين (37) لمجلس إدارة الإتحاد البريدي الإفريقي،و أتمنى لكم التوفيق في أشغالكم وإقامة طيبة بيننا.

شكرا على كرم الإصغاء و المتابعة والسلام عليكم ورحمة الله.