كلمة السيدة شيراز بشيري بمناسبة تولّيها مهام مديرة عامة لبريد الجزائر

بسم الله الرحمن الرحيم

المواطنون وزبائننا الكرام؛ أسرة بريد الجزائر،

أتشرّف بالثقة التي وضعتها الوزارة الوصية في شخصي، والتي تقلّدتُ بموجبها مسؤولية المديرة العامة لمؤسسة بريد الجزائر، هذا الصرح الوطني العريق الذي اضطلع عبر تاريخه الممتد بخدمة الدولة والمواطن، وظلّ تجسيدًا صريحًا للسيادة الوطنية ومرفقًا عموميًا مواطنًا بامتياز.

وتقديرًا لهذه المكانة المرموقة، أتولّى مهامي برؤية طموحة ولوحة قيادة استشرافية، مرتكزة على تحليل علمي دقيق لاتجاهات المؤسسة وشبكتها البريدية والخدماتية الواسعة، ورصد فرص المستقبل وتحدياته، بما يسمح بتبني مقاربات استراتيجية مرنة وفعّالة، تضع بريد الجزائر في واجهة جديدة، منسجمة مع الغاية الوطنية السامية  في إرساء معالم الجزائر الرقمية.

بخطوات مدروسة، نتبنى الابتكار كخيار استراتيجي في مجال الصناعة البريدية والشمول المالي، ونحرص على مدّ جسور تعاون بنّاء مع المحيطين الاقتصادي والعمومي. كما نولي اهتمامًا خاصًا بمرافقة المؤسسات الناشئة وتمكين التجار من اعتماد حلول دفعٍ إلكترونية آمنة ومتنوعة، تمكّنهم من الانخراط بسلاسة وكفاءة في فضاء التجارة الإلكترونية والاقتصاد الرقمي. ويتكامل هذا التوجه مع إطلاق جيل جديد من بطاقات الدفع الالكتروني المرتبطة بمحفظة خدماتية ذكية، تستجيب لاحتياجات المواطنين والمؤسسات ومتكيفة مع تطلعاتهم، بما يعزز مكانة المؤسسة كرافد محوري من روافد التنمية الوطنية.

هذه الرؤية تضع الزبون في قلب المعادلة، مشاركًا في إنتاج الخدمة حسب تطلعاته واهتماماته. ومن هذا المُنطلق، نولي عناية قصوى لتنويع قنوات التواصل مع المواطنين وزبائننا الكرام، على نحو تفاعلي وآنيّ قائم على الشفافية والاستجابة والتمكين. وإدراكًا منا لأهمية هذا المسعى، فإننا نعتبر أسرة الإعلام الوطنية شريكا استراتيجيًا وموثوقًا في تشبيك العلاقات العامة، والتوعية والتحسيس، وإسناد جهودنا في تحسين تجربة الزبون، بما يواكب مسار الإصلاح والتحديث.

 وإيمانًا بأن بيئة العمل المحفزة تمثل الأساس لرفع مستوى الأداء وتحقيق الإنجاز، فإننا نضع في طليعة أولوياتنا تثمين جهود العاملات والعمال، وترقية الطاقات البشرية الملتزمة وتطوير كفاءاتها، بما يجعلها ركيزة رصينة لبناء مؤسسة عصرية جديرة بثقة المواطنين.

في الختام، وإذ نعي تمامًا جسامة المسؤولية، فإننا على يقين بأنه؛ من خلال الرؤية الواضحة والإرادة الصادقة والطاقات المنسجمة، نستطيع معًا، استشراف المستقبل المأمول لبريد الجزائر لِيظلَّ.. دائمًا في خدمتكم.

والله ولي التوفيق.