سطيف ـ ڤالمةـ خراطة 8 ماي 1945 - 8 ماي 1975

سطيف ـ ڤالمةـ خراطة بدأت مسيرات ُّالمة على بعد 200 كلم شرق سطيف، يوم 8 ماي 1945 في حدود الساعة الخامسة مساء. كان الموكب متوجها نحو نصب الأموات، حين تم اعتراض سبيله من قبل أشياري نائب الوالي المرفق بالشرطة، والذي منع المشاركين من التقدم وطلب منهم التفرق في الحين. وقف نائب الوالي في وسط الطريق وأخرج مسدسه وأطلق بعض العيارات النارية في الفضاء، بهدف تفرقة المتجمهرين، لكنهم واصلوا التقدم. تم دفع أشياري وبدأ هجوم الشرطة على المتظاهرين والرمي العشوائي بالرصاص، وأول من سقط كان رافع العلم الجزائري الحمدي بومعزة، ثم عمّت الفوضى بعد أن جرح عدد كبير من المواطنين بواسطة الحراب. راح المتظاهرون يرمون عناصر الشرطة الاستعمارية بالحجارة، فأعلن نائب الوالي للتو حظر التجول وأعطى الأمر بتسليح ميليشيات المعمرين الأوروبيين. وصلت أخبار مجازر سطيف إلى ڤالمة، فعمّ الحزن في المداشر التي فرّ أهلها إلى الجبال، هروبا من القمع. تمت عملية تنظيم ملاحقة المناضلين الوطنيين، حيث تم إعدام كل لاعبي فريق الأمل الرياضي الُّالمي لكرة القدم، بسبب اتهام أحد مسيري الفريق بالنضال لصالح الحركة الوطنية، تم نقل جثمان الشهداء نحو ساحة الكنيسة ورشها بالبنزين وحرقها، في حين نقل جثمان الشهداء المتبقية إلى أفران الجير بمنطقة هيليوبوليس. إن مشاركة العسكر والدرك تعني أن المجزرة كانت منظمة، حيث قتلت الرشاشات الأوتوماتيكية كل العابرين في الشوارع والأرصفة، أما الطائرات فراحت تحلق على علو غير مرتفع لإطلاق الرصاص وإلقاء القنابل على المداشر، فالكثير من القبور الجماعية حفرت بالقرب من الدواوير، بهدف دفن العدد الهائل من الجثث التي لم تعد تسعها تلك الحفر، والكثير من القرى الموجودة بضواحي ُّالمة، كانت قد أزيلت نهائيا من الخر المقابر الجماعية «هناك جثث كثيرة لم يتم دفنها وألقي بها في الآبار في منحدرات وادي خراطة، واستعملت الميليشيات أفران الجير لإزالة آثار الجثث. ويصف ساسي بن حملة الذي كان يسكن على بعد بعض مئات الأمتار من فرن الجير هيليوبوليس رائحة اللحم الآدمي المحروق الرهيبة، وحركة الذهاب والإياب للشاحنات التي كانت تأتي بالجثث للفرن. الجثث التي كانت تحترق باعثة لهبا أزرق». ]بوسيف مخالد، يوميات مجزرة 8 ماي 1945سطيف، ڤالمة، خراطة ـ دار سيروس،باريس .1995[