فهد الطاسيلي

الفهد سنوري كبير ممشوق كالعسبر، ورشيق كالسلوقي. يتميز بقوائم طويلة ونحيلة وبرأس مكور صغير ينتهي بخطم قصير. أما أذناه فهما قصيرتان ومستديرتان. لون الفرو والذنب، أشقر كادر، فيهما بقع سمراء داكنة.  يتسم الفهد بقفص صدري عميق وبكتفين ووركين مرتفعين. كما يميزه خط قاتم السواد يمتد من الزاوية الأمامية لعينيه ليصل إلى فمه، مضفيا عليه بذلك لمحة لطيفة مائلة إلى الكآبة مميزة جدا. يمكن لأنثى الفهد أن تحمل في أي وقت من السنة، تتراوح مدة حملها من 90 إلى 95 يوما، تضع عند انقضائها، فهدين أو ثلاثة أو أربعة فهود غير قادرة على النظر، يكسوها فرو سنجابي. استوطن الفهد في جنوب الجزائر، حيث أنه استقر بالمناطق الجبلية للصحراء الوسطى وتحديدا بمرتفعات الطاسيلي، أين شوهد خلال القرن 19م. اختفى هذا الحيوان حاليا من عدة مناطق، كان يتواجد بها، وهو الآن سائر في طريق الانقراض نتيجة لما لحق ببيئته من ضرر. ساهمت عوامل مختلفة في تقليص عدد الفهود، تتمثل أساسا في الجفاف، وفي إقامة الهياكل القاعدية الضخمة على حساب المساحات الطبيعية، زيادة على الاستغلال الكبير للمناطق الرعوية المتوفرة وكثرة الصيد بما في ذلك الصيد غير المرخص به. كل هذا أثر سلبا على المحيط الحيوي الضروري لتكاثر هذا النوع من الحيوانات. يحتل فهد الطاسيلي اليوم مكانة على لائحة الأنواع الواجب حمايتها ووضعه الحالي في الطبيعة، يستلزم المباشرة في إيجاد حلول استعجالية، كإنشاء المحميات بكل من حظيرة الأهُّار والطاسيلي ناجر. تكون هذه المحميات واسعة نسبيا حتى توفر للفهد الفرائس التي يقتات بها. يبقي على القطاعات الاقتصادية والقانونية والاجتماعية، المعنية بإعادة الاعتبار للفهد، أن توفر الشروط الضرورية التي تسمح لهذا الحيوان الفريد بالالتحاق بموطنه من جديد